لم تكن البداية في فنجانك، ولا في العبوة التي وصلت إلى بابك…
بل في يدٍ انحنت على الأرض، وغرست الحكاية دون أن تعلم أنك ستقرأها يومًا.
قبل أن تُروى “حمصة بن”،
وقبل أن نخطّ أي اسم، أو نرسم أي شخصية…
كان هناك مزارعٌ صامت، يحدّق في أرض خام، ويضع حبة قهوة داخلها كأنها سر.
لم يكن يخطط لعلامة تجارية.
ولا لمنتج فاخر.
كان فقط يشعر أن ما يزرعه… له قيمة، حتى لو لم تُقال.
التربة لم تكن تحتاج لتسويق.
والنبتة لم تكن تعرف أنها ستصبح رمزًا.
لكنها كبرت…
وسمعت أول كلمة من الحكاية حين مرّت أليسا بالرسم،
وحين سكب روميو أول فنجان دون أن يتكلّم.
قلب المزارع لم يقل كثيرًا،
لكنه أطلق كل شيء: الرائحة، الرشفة، الذكرى، والحنين.
فحين تصل القهوة إلى يدك اليوم،
تذكّر… لم يكن الغلاف أول ما لامسها،
بل كانت التربة.
وكان القلب.
— من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"
من عالم حمصة بن