لا يظهر في الإعلانات، ولا يُذكر في وصف المنتج،
لكنه حاضر… في المذاق، في الصمت، في الحُرقة الصغيرة التي تُوقظك.
كل من تذوّق فنجانًا من “حمصة بن”،
ظن أن التجربة تبدأ من أول رشفة…
لكن الحقيقة تبدأ قبلك.
في يدٍ حرثت، وسهرت، وأعادت زرع نفسها في كل موسم.
المزارع لا يطلب تصفيقًا.
ولا يشتكي.
هو فقط يعرف أن البن لا يُقطف كما يُقطف أي ثمر.
بل يُلمس، يُشمّ، يُصغى إليه… وكأن كل حبة تحمل ذاكرة موسمٍ بأكمله.
في كل مرة تقول: "المذاق مختلف…"
تذكّر، قد لا يكون السبب في المحمصة…
بل في ذاك التعب الصامت، في يدٍ خشنة لكنها تعرف كيف تحتضن الكرز الأحمر كأنه طفل جديد.
ربما لن تراه أبدًا…
لكنه يراك.
وكل ما تذوقته… هو حرف من حكايته.
فحين تقول “هذه القهوة تُشبهني”،
فكر للحظة…
ربما كانت تُشبهه هو أولًا.
— من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"
من عالم حمصة بن