كانت ترسم كل شيء: الحقول، الظلال، المارة، القهوة…
إلا نفسها. وجهها ظلّ غائبًا عن كل لوحة.
أليسا لا تتحدث كثيرًا، لكنها كانت ترسم أكثر مما تُقال.
لوحاتها في "حمصة بن" تشبه دفتر ذاكرةٍ لا تريد أن تُفتح كلها.
رسمت روميو، دون أن تُكمل ملامحه.
رسمت المزارع… دون سماء.
رسمت كوب القهوة، لكن دون يد تحمله.
ورسمت كل شيء إلا نفسها.
لم تُرسم مرآتها، ولا ظلها، ولا انعكاسها.
كأنها تُخفي شيئًا… أو كأنها تعرف أن مَن يرى نفسه كاملًا، يتوقف عن السؤال.
ربما لم ترسم نفسها لأنها كانت تحاول أن تجدها…
وربما لأنها أرادت أن تكون لوحة في عيني من تحب، لا في دفترها.
فحين لا تجد نفسك في مرآتك،
تأمل فيمن حولك… ربما أحدهم رسمك دون أن تدري.
— من سلسلة “ألغاز الأرض المنسية”
من عالم حمصة بن