لم يكن يُدرك أنها بداية شيء لا يُمكن التراجع عنه…
مجرد رشفة. لكن ما تغيّر بعدها… لم يكن في الكوب.
روميو لم يكن يبحث عن شيء، فقط ذاق القهوة…
رشفة واحدة، وسكت.
لم تكن مختلفة في الطعم، بل في الصمت الذي تلاها.
تلك الرشفة الأولى لم تكن مشهدًا عاديًا،
كانت كما لو أن شيئًا داخله استيقظ، ولم يعرف اسمه.
هل كانت هي البداية؟
أم كانت مجرد مرآة لما كان مخبوءًا فيه منذ زمن؟
ربما في تلك اللحظة… اختار دون أن يعرف أنه اختار.
اختار أن يدخل الحكاية. أن يسير. أن يترك شيئًا خلفه.
الرشفة لم تكن صدفة…
كانت الباب الذي لا يُفتح إلا مرة.
فإن سألك أحدهم: “متى بدأت حكايتك؟”
ربما تهمس: عند أول رشفة… ولم أنتبه.
— من سلسلة “ألغاز الأرض المنسية”
من عالم حمصة بن