ليس كل من تذكّرك… ناداك.
وليس كل ما مرّ بك… تركك فعلًا.
هناك لحظات، لا تملك فيها سوى أن تصمت،
ثم تشمّ رائحة قهوة قديمة… وتنهار.
الذاكرة لا تحتاج مناسبة كي تعود.
أحيانًا تكفي رائحة البنّ المطحون لتوقظ عامًا من النسيان،
تكفي رشفة مُرّة لتسترجع يدًا لم تعد تُصافحك،
ويكفي بخارُ فنجان أن يُعيد وجهًا من غيابه.
لا تسألني كيف…
لكنني كلما فتحت كيسًا جديدًا،
خرج لي منه وجهٌ قديم.
هل تُرى كانت الذكرى نائمة؟
أم أنا من كنت أرفض أن أوقظها؟
بعض الأرواح لا تزورنا في الأحلام، بل في أبسط التفاصيل:
بين الرائحة، والسكوت، وارتعاشة اليد.
في هذه اليوميات… لا نكتب ليقرأنا أحد،
بل لنعترف لأنفسنا أننا لا ننسى، بل نكتم.