كان يسير بين الناس، يحمل ضحكته كدرع، وصمته كأمانٍ له من العالم.
لم يلتفت أحد.
حتى جاء من رآه… لا كما يظهر، بل كما تكسّرت روحه داخله.
قال له: “أشعر أنك تُخفي شيئًا خلف عينيك… لا تُجيد الحديث عنه”.
لم يُجِب.
لكنه بكى للمرة الأولى منذ سنين… لا لأن الآخر قال شيئًا عظيمًا، بل لأنه رآه دون أن يسأله “ما بك؟”.
بعض الأرواح لا تحتاج إلى شرح، بل إلى شهقة صمت، تسبقها نظرة، وتتبعها راحة تشبه الاعتراف.
وحدها القهوة تفهم هذا النوع من اللقاءات — صامتة، لكنها تمسّح على القلب كأنها تقول: “أنا هنا… ولست وحدك”