من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"

من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"
كل رشفة تقول شيئًا… لكن ما تقوله لك، ليس ما تقوله لغيرك.
كأنها تتلوّن بشيء فيك، لا في البن نفسه.

حين نعدّ القهوة، نتبع وصفة.

لكن حين نشربها… لا أحد يذوقها مثلك.

شخص يقول "غامقة".

شخص يقول "ناعمة".

وشخص يصمت… لأنه لم يعرف الوصف، لكنه عرف الإحساس.

ربما لأن المذاق ليس في الفم فقط،

بل في الطريق الذي سلكته الرشفة داخل قلبك.

في "حمصة بن"، لا نقول للناس ما عليهم أن يشعروا به.

نقدّم لهم فنجانًا، ونسكت.

لأن كل فم يحمل ذاكرة.

وكل قلب يقرأ طعمًا لم يُكتب في أي وصف منتج.

القهوة واحدة…

لكن أنت لست مثل غيرك.

ولهذا الرشفة لا تتكرّر — لا لأن البن تغيّر، بل لأنك تغيّرت منذ آخر مرة شربتها.

فحين تعجز عن شرح الطعم… لا تعتذر.

ربما لم يكن يُقصد أن يُوصف،

بل أن يُحسّ، منكَ… فقط.


— من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"
من عالم حمصة بن