من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"

من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"
لم تصرخ الحبة حين احترقت… لكنها لم تعد كما كانت أبدًا.
وكأن التحميص لم يكن إعدادًا للشرب… بل طقسًا للتحوّل.

كل شيء في رحلة البن يحدث بهدوء…

الزراعة، القطاف، التجفيف.

لكن لحظة التحميص… شيء مختلف.

هنا النار تدخل.

الصوت يتغيّر.

الرائحة تظهر فجأة كأنها ذاكرة قديمة كانت نائمة.

المزارع يُسلّم الحبة إلى النار،

وكأنه يقول لها: "عودي بشكلٍ جديد… أو لا تعودي أبدًا."

لا أحد يرى هذه اللحظة، لكنها تُحدّد كل شيء:

المذاق، العمق، وحتى مزاج من سيشربها بعد أيام.

التحميص ليس حرقًا.

بل هو كشفٌ لما خُبّئ في الداخل.

وفي كل صدع يظهر على سطح الحبة،

كأن شيئًا داخليًا يقول: أنا كنت هنا طوال الوقت… فقط كنت أحتاج قليلًا من النار لأُقال.

فحين تتذوّق فنجانك وتغمض عينيك،

تذكّر… هناك شيء احترق لأجلك،

كي تُدرك كم كنت بحاجة لأن تتغيّر أنت أيضًا.


— من سلسلة "من قلب المزارع… إلى يدك"
من عالم حمصة بن