كيف غير البن اليمني ثقافة القهوة في العالم؟

18 يونيو 2025
يمنيات
كيف غير البن اليمني ثقافة القهوة في العالم؟

لماذا تميز البن اليمني؟


  • بيئة مثالية:

البن اليمني يُزرع في بيئة مثالية حيث الجبال الشامخة والتربة البركانية الغنية بالعناصر الغذائية والأجواء المناسبة في أعالي الجبال وهذه العوامل الطبيعية تصنع للبن اليمني الجو المثالي لإنتاج أجود حبوب البن اليمني بنكهات معقدة فريدة ومن المناطق الجبال المثالية التي تُزرع فيها القهوة جبل حبشي والمخا.


  • طرق تقليدية:

حافظ المزارعون اليمنيون على طرق ابائهم في الزراعة وهذا ما جعل البن اليمني محافظ على جودته منذ أن عرف وإلى الآن، تبدأ الزراعة في مشاتل ثم تنقل للجبال الشامخة وبعد ثلاث أعوام يبدأ موسم صادها الأول، تقتطف الحبوب البن بطريقة تفليدية يذهب المزارعون بأنفسهم لقطف الناضج منها وترك الغير ناضجة، وحتى لتجفيف نادرًا ما تدخل في طرق ميكانيكية بي تُجفف الحبوب في أعالي أسطح منازل المزارعون ويتم تقليبها كل يوم لحمايتها من التعفن، ويتم تعبئتها يدويُا وبعدها تُصدر، والتحميص يكون أحيانًا في اليمن وأحيانًا في البلد المصدر إليه.


  • نكهات فريدة:

تتأثر نكهات حبوب البن اليمني بالبيئة والطقس العاملان اللذان يمنحان كل حبة بن خصائص مختلفة، والبن اليمني يتميز بنكهة الفواكه مثل الكرز والتوت ويتميز كذلك بنكهة التوابل.


كيف شكّل البن اليمني نكهات القهوة في العالم؟

البن اليمني هو بداية القهوة في العالم، لأنها كانت المصدر الأول للبن عالي الجودة الذي يخرج من ميناء المخا، كانت تشحن لتركيا ومصر وحتى أوربا وما زالت، وكان العالم ينظر لها على أنها قهوة غنية ثقيلة تميل نكهاتها للتوابل والكاكاو، مع الوقت أصبحت نكهات البن اليمني معيار لجودة القهوة في الأسواق العالمية مما جعل البلدان الأخرى يحاولون محاكات نكهات البن اليمني ذو الطعم الفريد.

نكهات البن اليمني الفريدة المميزة بنكهات التوابل الشرقية والفواكه المجففة ألهمت العالم فبدأت بعض المحامص في اثيوبيا والبرازيل في تطوير عمليات مشابهه للطريقة اليمنية يهدف الحصول على نكهات البن اليمني الفريدة، وكذلك بعض المحامص في أوربا تقدم خلطات مستوحاة من نكهة البن اليمني.

يُحمص البن اليمني على درجات حرارة متوسطة إلى عالية مما يبرز نكهاتها فبدأت المحامص العالمية بتبني هذه الطريقة عند تحميص البن القادم من اثيوبيا والبرازيل.


كيف أصبح اليمن الأفضل في الأسواق العالمية؟

البن اليمني ينمو في بيئة طبيعية فريدة مناخها الجلبي وتربتها البركانية تجعل لكل حبة بن خصائص فريدة تميزها عن غيرها، وبسبب حرص المزارعون اليمنيون على الطرق التقليدية حافظ البن اليمني على قوة نكهاته وجودته، كما أن البن اليمني متنوع النكهات وذلك يعود لمناخها الجبلي فنكهات الفواكه والتوابل مميزة في حبوب البن اليمني، كما أن البن اليمني يتميز بقوامه الثقيل الغني بالنكهات والإيحاءات التي تصنع تجربة استثنائية، ولأن اليمن هي الأول بالتصدير وكانت بوابة الانطلاقة لعالم القهوة كانت لها مكانة عظيمة في قلوب عشاق القهوة.

ورغم كل التحديات التي تواجهها اليمن إلا ان البن اليمني حافظ على حضوره في العالم وجودته، لذا فإن البن اليمني هو الأفضل نكهات قوية قوام ثقيل غني إيحاءات مختلفة بيئة نظيفة تجعل القهوة فريدة لا تهزم.


كيف أثرت البن اليمني على طرق التحضير في العالم؟

البن اليمني لم يتميز فقط بنكهاته القوية وطرق زراعته التقليدية، بل كذلك كانت طرق تحضيره مميزة دقيقة تحافظ على نكهاته الأصلية وهذا ما بدأت تتبناه المحامص العالمية:


  • القهوة التركية:

وصلت حبوب البن للإمبراطورية العثمانية وبدأ الأتراك بتبني طرق تحضير القهوة اليمنية حتى وصلوا لأسلوبهم الخاص، ولكن وحتى الآن مازالت القهوة التركية تُعرف بنكهاتها القوية وقوامها الثقيل وهو انعكاس لطريقة تحضير اليمنية الأصلية.


  • الإسبريسو:

عندما وصلت القهوة اليمنية إلى إيطاليا وفرنسا وانجلترا بدأت المقاهي بالاعتماد على حبوب المخا في إعداد القهوة أو حبوبًا بنفس جودته إذا أصبح البن اليمني معيار للجودة، وابتكر الأوربيون طرق تحضير خاصة بهم فمثلًا الإيطاليون استخدموا البن اليمني لاستخراج قهوة مركزة قوية، تبرز نكهات الداكنة والكاكاو مما أدى لظهور الإسبريسو.


  • تأثيرها على القهوة العربية:

عُرف أهل اليمن بإضافتهم للتوابل مع القهو كالقرفة والزنجبيل والهيل وهذا الأسلوب انتقل لبعض دول الخليج والهند، وأصبح من أساسيات القهوة في تلك المناطق.


  • تأثيرها على المقاهي:

البن اليمني يحضر ببطء وتُقدم في جلسات اجتماعية مما رسخ فكرة الجلوس لشرب القهوة وتبادل أطراف الحديث، وهذا الأسلوب انتقل إلى المقاهي في إسطنبول ثم إلى مقاهي فرنسا.

البن اليمني لم يكن مجدر حبوب قهوة عادية، بل هو بداية الانطلاق نحو العالم وتأثير على أذواق وثقافات العالم المحب للقهوة، هي قصة بدأت من اليمن للعالم.