البن اليمني إرث عريقٌ وطعمٌ فريد

26 يونيو 2025
يمنيات
البن اليمني إرث عريقٌ وطعمٌ فريد

يعود تاريخ البن اليمني إلى القرن الخامس عشر، وتعد اليمن الموطن الأول للبن وأول الدول تصديرًا للبن واستطاع البن اليمني اكتساح السوق العالمي والحفاظ على جودته إلى الوقت الحالي، حبوب البن اليمني سحرت عشاق القهوة بطعمها المتميز الفريد والمعقد، فبعضها يعطي لمحات للفواكه والأخرى بالشكولاتة، وتميز بطعمه المتوازن بين المرارة والحلاوة، ورغم قلة الموارد في اليمن والظروف المناخية في اليمن إلا أن المزارعين وتجار البن استطاعوا الحفاظ على جودة وسمعة البن اليمني العالمية.


وذكر المؤلف ويليام هير ستون في كتابه (All About Coffee): أن اليمن لعبت دورًا محوريًا في تاريخ القهوة حيث كانت المخا الميناء الرئيسي للتصدير حتى أصبح اسم (موكا) يعبر عن الجودة المميزة والنكهة الموزونة، وذكر كذلك بأن اليمنيين أول من بدأ بزراعة القهوة واستخدمه كمشروب اكتسح السوق العالمية بعد ذلك، وأشار إلى أن اليمن كانت المصدر الوحيد للقهوة إلى القرن السابع عشر وظهر بعدها المنافسين ولم يستطيعوا منافسة البن اليمني ولا والوصول إلى جودته ونكهته القوية الفريدة.


  • من البذرة إلى كوب قهوتك المختصة

ما يجعل البن اليمني مميزًا عن غيره من أنواع البن، هو طعمه المتوازن بين المرارة والحلاوة وكذلك الزراعة التقليدية التي تميز بها المزارعون اليمنيين للبن اليمني التي لم تتغير منذ بداية الزراعة، يهتم المزارعون بزراعة البن وحصاده وتجفيفه بطرق تقليدية للحفاظ على نكهته القوية، وكذلك تجار البن يسعون جاهدين لإيصال القهوة لمحبي القهوة بجودة عالية، ويهتمون بأدق تفاصيل التعبئة والتغليف وطرق الشحن.


زراعة البن اليمني:

تبدأ رحلة زراعة البن من البحث عن أرض خصبة في أعالي جبال اليمن، وبعدها يبدأ المزارعون بزراعة البذور في تربة غنية بالفيتامينات ووضعها في مشاتل إلى أن تكبر البذور فيتم بعد ذلك نقلها بعناية للجبال العالية حيث تكمل هناك نموها، وتعتمد أشجار البن على مياه الأمطار الموسمية والبرك اليدوية التي تخزن الأمطار للحفاظ على نكهاتها الفريدة، ويتم تغذية النبات بسماد طبيعي لإنتاج محاصيل صحية بنكهة قوية.


حصاد البن اليمني:

يبدأ المزارعون في موسم حصاد البن بتجهيز السلال المصنوعة يدويًا من سعف النخيل، والخروج لقطف الثمار المميزة، ويحرص المزارعون على قطف الثمار الناضجة فقط يدويًا وترك غير الناضجة حتى تنضج، وعمليات الزراعة والحصاد اليدوية هي من تعطي البن اليمني طعمه الفريد الذي تميز عن كل أنواع البن الأخرى.


تجفيف البن اليمني:

كما أن الزراعة والحصاد كانت يدوية يكمل المزارعون التجفيف كذلك بطرق تقليدية، يبدأ المزارعون بعد قطف الثمار بتجهيز أسطح منازلهم لتجفيف المحصول، يمدون سعف النخل أو قطع قماش كبيرة نظيفة بعدها توضع حبوب البن الناضجة، وتترك لمدة 7-14 يوم تحت أشعة الشمس مع الحرص على تقليبها كل يوم لجخف الحبوب من جميع الجهات، ويقوم المزارعون بتغطية الحبوب في المساء لحمايتها من الأوساخ والحشرات،ويتأكد المزارعون من أن المحصول قد جفّ تمامًا إذا تغير لون الحبوب للون البني الداكن وسمعوا لها صونًا عند التحريك فهذا دليل بأن الثمار جاهزة للانتقال للمرحلة التالية وهي الفرز والتقشير.


الفرز والتقشير:

بعدها تبدأ عمليات الفرز وإزالة الشوائب عن البن وتقشيره من قشوره بعناية فائقة للحفاظ على نكهتها الفريدة،

منذ بداية الزراعة البن في اليمن لم تتغير طرق زراعته وحصاده وتجفيفه وتقشيره وهذا ما جعل البن اليمني محافظًا على جودته ومتحديًا كل أنواع البن الأخرى في البلاد الأخرى على مر القرون.


  • جودة تسلّم باليد

حِرص المزارعون كبير ويتبعه حرص تجار البن الذين يعيدون عملية الفرز بعد استلام البن من المزارعين للتأكد من خلوه من الشوائب والحبات غير الصالحة للاستخدام، يسعى الجميع للحفاظ على جودة الإرث العريق لليمن، وتبدأ بعدها عمليات التخزين والنقل يتم حفظه بعيدًا عن الرطوبة ودرجات الحرارة العالية ووضعه في أكياس أو حاويات محكمة الغلق، ونقله بالسفن والطائرات، ولا يتم تحميص البن حتى يصل إلى السوق المستهدفة.


ويتم تحميص حبوب البن على يد خبراء التحميص ولكل نوع بن أنواع البن تحميص مناسب له، يحدد الخبراء التحميص إما داكن أو خفيف للحفاظ على الطابع الفريد لنكهة البن اليمني، بعدها يبدأ تجار القهوة بتعبئة البن المحمص بأكياس محكمة الغلق لضمان حصول العملاء على نكهة طازجة، وهذه المرحلة حساسة لأن البن اليمني بعد التحميص يكون معرض للتأكسد لذلك يحرص تجار القهوة على إحكام إغلاق الأكياس، وبعدها توزع للمقاهي ويبدأ صانع القهوة بإعداد كوب قهوة يحمل نكهة فريدة وإرث عريق.


  • عودة الأصالة للقهوة المختصة

في السنوات الأخيرة بدأ عشاق القهوة باكتشاف الطعم المعقد المتوازن للبن اليمني والبحث عنه لعيش تجربة مميزة، وبدأت مقاهي القهوة المختصة بإضافة البن اليمني في قوائمها بعد أن غاب عن قوائم القهوة المختصة، وزاد الطلب على البن اليمني مما أعاد لشعب اليمن القوة لمواجهة الظروف والحفاظ على إرثهم وزيادة زراعة البن وتصديره للخارج.


لم يستطع أي بن أخر اكتساح السوق كما فعل البن اليمني فرغم كل الصعوبات التي واجهها إلا أنه حافظ على جودته ومازال كبار محمصّي أوربا وأمريكا يشيدون بتعقيد نكهات البن اليمني المتوازنة والفريدة، مما يجعله خيار أساسي لمحبي القهوة المختصة، واتجه الكثير من محبي القهوة المختصة للبن اليمني ويبحثون عنه دائمًا، وأصبح المقهى المميز هو من يقدم البن اليمني ويضيفه ضمن قوائم القهوة المختصة.


  • لماذا يمنيات؟

لأن عشاق القهوة المختصة حريصين على البحث عن أجود أنواع البن، ولن يختار البن اليمني إلا شخص مميز لأنواع القهوة عارف بأجودها، ذاق طعم البن اليمني المميز، لذلك تحرص يمنيات على اختيار أجود أنواع البن اليمني لتأخذ محبي القهوة المختصة في رحلة مميزة تمتد عبر التاريخ وتداعب حواس التذوق لديهم بلمحاتٍ فريدة ومتوازنة.


يمنيات تحافظ على إرث اليمن العريق، وتصنع تجربة استثنائية للقهوة المختصة بأسعار تنافسية... اكتشف تميز البن اليمني وعش تجربة استثنائية.