ثقافة شرب القهوة وكيف تختلف من بلد إلى اخر ؟
سيف الجهني
سيف الجهني
8 مايو 2024

ثقافة شرب القهوة وكيف تختلف من بلد إلى اخر ؟

هي رفيقةُ الصباح، أوَّلُ ما يخلِّص الجسم من بقايا النوم، وآخر المشروبات التي قد يختلف على حبِّها شخصان، تلك هي القهوة التي انطلقت من إثيوبيا لتنتشر في العالمِ أجمع.

خلال مقال اليوم سنقدِّم لكم شرحًا مُفصَّلًا بشأن ثقافة شرب القهوة التي تختلف من بلدٍ إلى آخر، حيث تبوح هذه الثقافات بكامِل الأسرار عن البلدان المُختلِفة وتقول الكثيرَ عن مُحبِّي الكافيين الذين لا يخفون القهوة عشقًا. 

ثقافة شرب القهوة

تتباين ثقافة شرب القهوة من بلدٍ لآخر، غير أن بعض البلدان قد انفردت بطابعٍ خاص يميزها عن البقية، ذلك الطابع الذي يتجلى حينما يتعلَّق الأمرُ بطرق تقديم القهوة وما يُصاحِب ذلك من طقوس، لذا ستوضح القائمةُ التالية أبرز البلدان التي شكَّلت لنفسِها تلك الصبغة الخاصة في شرب القهوة:

  • إثيوبيا.
  • السعودية.
  • لبنان.
  • تونس.
  • مصر.

ثقافة شرب القهوة في إثيوبيا

الحديثُ عن ثقافة شرب القهوة سيُجرُّنا إلى مهدِها الأول إثيوبيا حيث تفوح رائحةُ البنِ أنّى ذهبت سواء قادتك خطاك إلى طرقات العاصمة أديس أبابا أو انتهى بك المطافُ عند أحدِ الأكواخ النائية.

للإثيوبيين طقوسُهم الخاصة في إعدادِ القهوةِ وشربِها، فعادةً ما يقومون بإشعال البخور خلال تحميص البن، وحينئذٍ تمتزج رائحة البخور بالدخان المُنبعِث من عمليةِ التحميص، ولكي يُعيدوا إلى الأذهان ذاكرة الحياةِ القرويةِ البسيطة، يعمد أهلُ الحبشةِ إلى فرشِ الأرضِ بالقشِّ أو الحشائش.

على عكسِ الشعوب الأخرى، يميل الإثيوبيون إلى شرب القهوةِ عبر تحميص البن بالطرقِ التقليدية مُستعينين في ذلك بالحطب أو الفحم الطبيعي، ذلك أنهم يرون في استخدام الآلات الحديثة مُخاطرةً كبيرة، إذ يخشون على البن من الاحتراق والافتقار إلى نكهته الخاصة.

الآنيةُ الحديديةُ المُسطَّحة التي يستخدمها الإثيوبيون لتحميص البن تجد فرصتها للتخلص من الحرارةِ حينما يتم تمريرُها على الضيوف، وفي تلك الأثناء يستنشق الحاضرون الرائحةَ الأخَّاذة للبن الإثيوبي قبل أن تُطحَن الحبوب باستعمال المدق اليدوي.

على الرغم من محاولات التجديد التي تسعى إليها بعض المقاهي الإثيوبية من خلال تقديم القهوة الأمريكية، إلا أن الإثيوبيين قد تمسكوا بثقافتهم في شربِ القهوة مُغلِقين بذلك كلَّ سبيلٍ أمام جميع المحاولات التي تسعى لطمس معالم ثقافتِهم.

اقرأ أيضا: طرق إعداد القهوة : تعرف على 5 طرق لإعداد القهوة - كوفي ديو

ثقافة السعوديين في شرب القهوة

تأصلَّت القهوةُ في الثقافةِ السعودية على مدارِ السنوات، وقد ارتبطت تلك الثقافة بالجودِ وكرمِ الضيافةِ الذي يتصف به العرب، فلكل منطقةٍ سعوديةٍ قهوتُها التي تميزها عن البقية، إلا أن ثقافة شرب القهوة لدى السعوديين اقترنت ببحثِهم الدائم عن كافة الطرق التي تمنح القهوة رائحتها العبقة، ومن هنا استعانوا بالزنجبيل، الهيل، الزعفران، وغيرها من التوابل العطرية لتحقيق غايتهم المنشودة. 

الثقافةُ السعودية -القائمة على تبجيل الكبير- بَدَت واضحةً من خلال الطريقةِ التي تُقدَّم بها القهوة، حيث يبدأ التقديم عند أكبر الضيوف سنًا، كما يتم التحقق من حالة الفنجان، ففي استخدام الفنجان المخدوش إهانةٌ للضيف.

تتضمن هذه الثقافة طقوسًا خاصة يُعبِّر من خلالها الضيف عن اكتفائه من القهوة، وذلك حين يقوم بقلب الفنجان أو هزه، فيما ينبه المُضيفُ كلَّ ضيفٍ ليتسلَّم فنجانه حين يطرُق مُقدِّمة الدلّة بالفنجان لإصدار الصوت التنبيهي.

السعوديون قاموا بتخصيص بعض المجالس والغرف لتناول القهوة، وقد زوَّدوا أركان الغرفة بكافةِ الأدوات التي يحتاجونها لإعداد فنجان قهوةٍ يُرضي ذائقتهم، كما لم يَغِبْ عن أذهانِهم النمط الديكوري المُتَّبَع في تلك الغرف، فقد استخدموا الجلسات المُزوَّدة بالمساند للحصول على الراحةِ التامة عند تناول القهوة، وبذلك باتت القهوةُ مُلازِمةً لهم عند تجاذُب أطراف الحديث.

اللبنانيون والقهوة: قصةُ عشقٍ من نوعٍ آخر

تجمع اللبنانيين بالقهوةِ قصةُ عشقٍ من نوعٍ آخر، فلا يبدأ يومُهم من دون ارتشافِ قهوة الصباح، وفي تلك الأثناء تجد القهوةُ توأمها المميز، إنه صوت فيروز، ذلك الصوت الملائكي الذي تصدح به شوارع بيروت حين تنهض ربات المنازل لمباشرة اجتماعاتهن الصباحية التي لا تخلو من القهوة. 

يستقبل اللبنانيون ضيوفَهم بفنجان القهوةِ الذي يطلقون عليه اسم (أهلًا وسهلًا)، ولا يودعونهم قبل إكرامِهم بفنجانٍ آخر يحمل اسم (الله معكم)، وتكون القهوةُ حاضرةً بقوةٍ في مجالس ترتيب الزيجات، حيث يمتنع أهل العريس عن تناولِها قبل أن يلقى طلبُهم قبولًا من أهل العروس. 

يميل اللبنانيون إلى القهوةِ البيضاء التي تخلو من الكافيين، إذ يضيفون إليها ماء الزهر، الهيل، والنعناع لإكسابِها نكهةً ذكية، أما رغوة القهوة فإنها تزف البشرى إليهم حيث يعتبرونها مؤشرًا إلى حصول صاحبِها على مبلغٍ من المال، وفيما يتعلَّق بتحليةِ القهوة، فإنها مسألةٌ شخصيةٌ لدى اللبنانيين، إذ يُحبِّذ البعض تناولها من دون التحلية لتكون ذات صبغةٍ عربيةٍ خالصة، فيما يميل البعض الآخر إلى تحليتها بقليلٍ من السكر لتبقى مُحتفِظةً بنفحةٍ من المرارة.

ثقافة شرب القهوة في تونس

الشاذلية أو خمر الصالحين سمِّها كيفما أردت، فهذه الأسماء جميعها أُطلِقَت على القهوةِ في ثقافة التونسيين، وجاءت تلك الأسماء نسبةً إلى أبي الحسن الشاذلي، ذلك الصوفي المغربي الذي قَدِم إلى تونس في القرن الـ 13 الميلادي، وقد اتخذ من القهوةِ وسيلةً تساعده على طرد بقايا النوم حتى يتمكن من مواصلة الشعائر والتعبد.

من جلسات الذكر تأصَّلت القهوةُ في الثقافةِ التونسية، ومنذ ذلك الزمن بدأ التونسيون يبتكرون العديدَ من الطرق في تقديمها لكي تكون مُعطَّرَةً مستعينين في ذلك بماءِ الزهر المُستخرَج من البرتقال، ولمُعادلة مرارتها أصبحت تُقدَّم إلى جانب العديدِ من صنوفِ الحلوى التي يتصدرها دائمًا المقروضُ القيرواني.

اقرأ أيضا: تاريخ و أصل القهوة من التقاليد القديمة إلى الاستهلاك الحديث

القهوة في الثقافة المصرية

بدأت قصةُ المصريين مع القهوة في القرن الـ 16 الميلادي، وقد رجحَّت الشواهد أن الصوفيين كانت لهم اليد العليا في كتابة السطر الأول من تلك القصة، حيث يُشار إلى الصوفي أبي بكر بن عبد الله بوصفه أوَّل من أدخل القهوةَ إلى مصر، وذلك حين اقتات منها خلال ترحالِه من بلدٍ لآخر ليجد فيها اجتلابًا للسهر وتنشيطًا للعقل والبدن، فمنذ ذلك الزمن حطَّ أبو بكر رحالَه في أرض مصر كاتِبًا قصتها مع القهوة التي توالت فصولُها حتى باتت القهوة في كلِّ شوارع القاهرة وأزقتها. 

باتت المهارةُ في إعدادِ القهوة مقياسًا لمدى جدارة العروس في أن تُصبح ربةَ منزل، كما رافقت القهوةُ المثقفين في مجالسهم يرتشفونها بينما يقومون بإلقاء الشعر، ولا يكتفون منها حين يكتبون الروايةَ، القصةَ القصيرةَ، أو النقدَ المسرحي.

إضافة السكر إلى القهوة في ثقافة مصر تظل موقوفةً على التفضيلات الشخصية، فالمصريون يُلقِّبون قهوتَهم بألقابٍ عديدة استنادًا إلى مقدار السكر الذي أضيف إليها، فمثلا عدم إضافة السكر يمنح القهوة لقب (سادة)، فيما تُنعَت القهوة بالزيادة عندما تضاف إليها كميةٌ وفيرةٌ من السكر، وعلى الرغم من تلك الرابطة القوية التي جمعت بين المصريين والقهوة، إلا أن للقهوةِ في أرض مصر مُنافسٌ شرسٌ يزاحمها على مكانتِها في قلوب أهلِها، إنه الشاي الأسود.

شراء أجود أنواع القهوة المختصة في السعودية

الآن، وبعد أن تعرفنا على ثقافة البلدان المُختلِفة في شرب القهوة، حان الموعد للتعرف على أفضل متجر سعودي يُقدِّم أجود أنواع القهوة المختصة بنكهاتها المُتعدِّدة، فبعد بحثٍ طويلٍ خلصت النتائج إلى متجر كوفي ديو الذي يتيح أفضل سلالات البن التي تُزرَع في إثيوبيا، البرازيل، إندونيسيا، وغيرها من البلاد ذات الباع الطويل في إنتاج البن.

تتفاوت مُنتجات القهوة التي يُقدِّمها المتجر، ويأتي التفاوت على مستوى درجة التحميص وطريقة التخمير، الأمر الذي يعطي لكل قهوةٍ نكتها الخاصة، ما يعني أن كلَّ عاشقٍ للقهوة سيجد مبتغاه لدى هذا المتجر.

كانت تلك إطلالة سريعة استعرضنا من خلالها الاختلافات بين ثقافات أبرز البلدان فيما يتعلَّق بشرب القهوة، وعلى الرغم من تلك الاختلافات، إلا أنهم اتفقوا في نهاية الأمر على أن القهوة هي شمسُ الصباح ومفتاحُه.