
لا يفتتحون يومَهم إلا بتناولها، وكثيرًا ما تصحبهم خلال إقامتِهم وارتحالِهم، إنها القهوةُ تلك الحبة المُتواضِعة التي مرت برحلةٍ طويلة حتى صارت المشروبَ المُفضَّل على مستوى العالم، لذا تابعوا معنا قراءة مقال اليوم حتى تتعرفوا على أصل القهوة، التقاليد القديمة لتناولها، واستخدامها في عصرنا الحالي.
أصل القهوة
على الرغم من الغموض الذي يكتنف تاريخ وأصل القهوة، إلا أن معظم الدلائل التاريخية تُرجِّح أن إثيوبيا كانت نقطة الانطلاق لحبة البن، وذلك خلال القرن العاشر الميلادي وفقًا لما أجمع عليه المؤرخون، أما عن أقدم الأدلة التي تشير إلى تاريخ معرفتنا بشجرة البن، فإنها ترجع إلى القرن الخامس عشر حين وُجِدَت الأدلة الكافية داخل بعض الأديرة الصوفية في اليمن.
أسطورتان حول اكتشاف القهوة
تحوِّم الأساطير حول الطريقة التي اكتشفت بها القهوة، فالأسطورة الأولى يتصدرها راعي الأغنام (كالدي)، فيما اقترنت الأسطورة الأخرى بأحد الصوفيين اليمنيين، ويُدعَى (غثول أكبر نور الدين أبي الحسن الشاذلي).
تقول الرواية الخاصة بأسطورة كالدي أن بعض الأغنام قد ضلَّت طريقها، وقد جدّ كالدي في البحث عنها قبل أن يجدها وقد بدت نشطةً بدرجةٍ كبيرة بعد أن تناولت بعض الثمار المجهولة في ذلك الزمن، ليأخذ كالدي تلك الثمار مُتجهًا إلى أحد الأديرة حتى يستفهم من رئيس الدير عن ماهيتها، والذي يتسرب الشك إلى نفسه بشأن تلك الثمار ظنًا منه أنها ثمارٌ شيطانية، وهنا يأمر بطرح الثمار في النار لتنبعث الرائحة العبقة منها، فتُكتشَف ثمار البن.
أما عن أسطورة غثول، فإنها تبدو مُشابِهةً للأسطورة الأولى، غير أن الصوفي اليمني قد لاحظ النشاط والحيوية في تلك المرة على الطيور لا الماعز، وذلك حينما راقب الطيور أثناء تناولها ثمارًا تشبه التوت خلال سفره إلى إثيوبيا، ليتضح له فيما بعد أنها ثمارُ البن.
القهوة: رحلةٌ طويلة من الهضبة الإثيوبية إلى العالمِ أجمع
مرت القهوة بمراحل عديدة إلى أن حققت الانتشار على مستوى العالم، فبحلول القرن السادس عشر صارت القهوة معروفةً في منطقة الشرق الأوسط، بلاد فارس، تركيا، وشمال إفريقيا، لتنتشر بعد ذلك من الشمال الإفريقي إلى شبه جزيرة البلقان وتجد سبيلها إلى أوروبا، قبل أن تحط الرحال في الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال تلك الرحلة طرأت العديد من التغيرات على القهوة، فكلُّ بلدٍ حاول إكسابها صبغةً خاصة، وقد اتضح ذلك من خلال تفاوت درجات التحميص وطرق التخمير.
اقرأ أيضا: أجود أنواع البن وأفضلهم في المملكة العربية السعودية ؟
التقاليد القديمة لتناول القهوة
في رحلة البحث عن أصل القهوة وجدنا أن تقاليد تناولها باتت مُتأصِّلةً لدى كل شعبٍ من شعوب الأرض، فالمنطقة العربية لديها موروثاتٌ واضحةٌ فيما يخص تناول القهوة خلال المناسبات المختلفة، وكذلك الحال بالنسبة للأتراك حيث كانت القهوة مشروبًا أساسيًا تتم الاستعانة به لفض النزاعات، فكلما اختلف شخصان في الأناضول كانت قهوة الصداقة تُقدَّم لهما لإنهاء الخلافات تمامًا.
طقوس تقديم القهوة السعودية
السعودية كذلك كانت وما تزال مُحتفِظةً بهذا الإرث المُتعلِّق بتقديم القهوة، طريقة صبِّها، والكلمات التي تُقال خلال التقديم، فعلى سبيل المثال يجب تقديم القهوة إلى الشخص الأكبر سنًا ضمن حاضري المجلس، ويُعبِّر الضيف عن عدم حاجتِه إلى المزيد من القهوة حينما يقلب الفنجان.
تمتد الطقوس لتشمل الكمية التي يتم صبها للضيف، والتي يجب ألا تتجاوز مقدار نصف الفنجان، ففي تجاوز تلك الكمية رسالةٌ مفادها أن الضيف غير مُرحَّبٍ به.
القيام بدق الفنجان في مُقدِّمةِ الدلّة هو أيضًا واحدٌ من الطقوس المتوارثة عند التقديم، فبهذه الطريقة ينتبه الضيف إلى أن القهوة بصدد أن تُقدَّم إليه، وحينئذٍ يجب عليه أن يعتدل في جلسته لتناول ما يكفيه من القهوة قبل أن يقلب الفنجان فيدرك المضيف أن الضيف قد حصل على كفايته فلا داعي لصبِّ المزيد من القهوة.
المقاهي الحديثة تروي الكثير عن رحلة القهوة
على الرغم من أصل القهوة الذي يرجع إلى قرونٍ بعيدة، إلا أن الرحلة التي بدأت في الهضبة الإثيوبية لم تخُطّ سطور النهاية حتى اللحظة، فالمقاهي الحديثة ما هي إلا رجعُ الصوتِ الذي يُعيد إلى الأذهان ذاكرة ظهور القهوة على الساحة لتصبح مشروبًا لا غنى عنه بالنسبة للكثيرين.
لم تعد النظرة القاصرة للمقاهي بوصفها أماكن لتلقِّي جرعات الكافيين، بل أصبحت ملاذًا يلجأ إليه الناس لإمضاء وقتٍ مثالي برفقة القهوة والكتب التي توفرها تلك المقاهي، وهو ما يعكس أن القهوة صارت جزءًا أصيلًا من النمط اليومي، بل إن الكثيرين صاروا يقرنونها بالمستوى الفكري الذي يتمتع به من يحتسيها، ومن هنا تتضح المكانة التي حصلت عليها القهوة دون سائر المشروبات.
الاستهلاك الحديث للقهوة
تشير التقديرات إلى أن الاستهلاك اليومي من القهوة على مستوى العالم يُقدَّر بنحو 2.25 مليار كوب، وهو الاستهلاك المُرشَّح للزيادة، ففي ظل ازدياد الطلب على القهوة في العصر الحالي، تظهر الحاجة إلى تطويع التكنولوجيا الحديثة لمواكبة هذا الطلب المتنامي، وهو ما تحقق بدءًا بالتقنيات المُستخدَمة لزراعة البن، مرورًا بالطرق الحديثة لمُعالجتِها، وانتهاءً بإضافة النكهات المُتعدِّدة إليها، الأمر الذي أدى إلى استهلاك القهوة على النحو الذي يُلبي الأذواق المتفاوِتة لعشاقها.
عادةً ما يتم احتساء القهوة خلال الساعات الأولى من الصباح لإعداد العدة للتحديات اليومية المُختلِفة، فيما يمثل فنجان القهوة الذي يتوسّط اليوم فرصةً واعدةً لاستعادة الحيوية، كما يُحبِّذ الكثيرون تناولها خلال المساء وسط أجواءٍ أسريةٍ يعمها الترابط.
اقرأ أيضا: تعرف على أفضل أنواع البن الكولومبي - كوفي ديو
أبرز فوائد القهوة
إلى جانب تناولها بغرض الحصول على شحنةٍ من الطاقة والانتباه الذهني، تمنح القهوة العديد من الفوائد للجسم، فإن سنحت لكم فرصة الدخول إلى متاجر التجميل الكبرى، ستجدون أن القهوة تدخل ضمن مُكوِّنات العديد من مستحضرات التجميل.
تحتوي القهوة على الكافيين المعروف بقدرته على تنشيط الدورة الدموية، ما يعني إمكانية الاعتماد على القهوة لاستقبال جرعةٍ من الطاقة ورفع معدلات التركيز الذهني بدرجةٍ كبيرة.
للقهوةِ فوائدُ أخرى ترتبط بتحسين المزاج، تعزيز الذاكرة، وإدارة مستويات ضغط الدم، الأمر الذي يجعلها رفيقًا يوميًا لعشاقها، إذ إنها تساعدهم على قضاء اليوم بأعلى مستويات التركيز والصفاء الذهني، في الوقت الذي تقيهم خلاله شر الإصابة بعديد الأمراض الناتجة عن اختلال ضغط الدم وبلوغه مستوياتٍ خطيرة.
أفضل متجر سعودي لشراء القهوة
يعتبر متجر كوفي ديو المتجر السعودي المثالي لشراء القهوة ذات النكهة المميزة، فالمتجر يوفر منتجات القهوة بعد أن تم تصنيفها إلى فئات عديدة تبعًا لبلد المنشأ الخاص بحبوب البن بما في ذلك: البن الإثيوبي والبن البرازيلي.
إلى جانب تقسيم المنتجات تبعًا لنوع البن، عَمِل المتجر على تزويد عشاق القهوة بالمرونة الكاملة، فقد أتاح لهم القهوة بدرجات التحميص المُتفاوِتة بما في ذلك: القهوة المُقطَّرة، القهوة الإسبرسو، والقهوة التركية.
ليس هذا كل ما في الأمر، فالمتجر المختص بتقديم أجود أنواع البن التي يتم جلبها من كل حَدَبٍ وصَوْب كان حريصًا على تقديم جميع أدوات تحضير القهوة، ما يعني أن عشاقها سيجدون بلا شك ضالتهم لدى هذا المتجر، وذلك سوف يمنحهم الفرصة لإعداد فنجان القهوة بالنكهةِ التي تروق لهم.
إلى هنا يبلغ مقال اليوم مشهده الختامي، فقد استعرضنا من خلاله أصل القهوة والمسيرة التاريخية الطويلة التي مرَّت بها إلى أن أصبحت المشروب المُفضَّل للسواد الأعظم من سكان العالم، فقد أطلت من إثيوبيا لتحقق انتشارًا في كل بقاع الأرض.