كان خالد أصغر مني باثنتي عشر سنة ، وهو الصديق الثاني الذي ظهر فجأة بعد ميلان ، تتذكر جيداً وهو في بطن أمها ، خافت حيننها أن تحبه أمها أكثر منها ، وفكرت بالرحيل ، جهزت آنا شنطتها في ذلك اليوم ، ووضعت فيها ذات الأغراض التي وضعتها الليلة قبل أن تصل الحافلة ، بلوزتها الصوفية الزرقاء ، مطرة الماء ، هدية عيد ميلادها التاسع من أمها وساعة اليد الحلدية التي تتعطل دائماً .
الآن تحديداً وراء زجاجها قطرات ماء تجعل رؤية الأرقام صعبة عليها ، أقلامها الكثيرة وجواربها المقلمة ، وسترة ثقيلة للبرد ، وكتاب إميل لنبريا يسرح ويمرح ودفتر والدها ، هذا الدفتر هو أثمن ماتملك دائمًا وفيه أكثر الكلمات سحرًا في الكون ، في المرتبة الثانية تأتي كلمات كتاب إميل ، هكذا أخبرت معلمة اللغة حينما سألتهم عن كتبهم المفضلة .