تسكع في امريكا اللاتينية

٧٦

تسكع في أمريكا اللاتينية‎

المؤلف:

‎عبدالكريم الشطي‎

تاريخ النشر:

2017

الناشر:

‎ذات السلاسل‎

عدد الصفحات:

‎254‎‎

الصيغة:

غلاف ورقي


منذ تذوقت أمريكا اللاتينية، وأنا أعمل بجدٍ لسنة ونصف.

ثم أستقيل ببرودٍ، مسافراً كالمسحور: الأرجنتين النائية، فنزويلا الخطرة، المكسيكالملونة، كوبا المعقدة.


هل هذه الأرض ما يستحق الجنون؟

الكتاب يجيبك...


أعتقد أن المؤلف رفع السقف عالياً في حقل أدب الرحلات، ولا أجد له مثيلاً في المكتبةالعربية.


أحببت طريقته في الكشف عن نفسيات اللاتينيين وسولكهم وعاداتهم، ومقارنتهابالثقافات الأخرى حتى تكتمل الصورة.


اللغة عربية بديعة، مطعّمة بتشبيهات واستعارات لذيذة، أعدت قراءة بعض الصفحاتمن أجل المتعة وتدريب المَلَكة، ويتضح أن الكاتب مثقف، متفنن، وصاحب صنعة،يتقن مفاجأتك ورفع دقات قلبك وعزلك عن محيطك.


تجاوزت الفصل الذي خصصه عن فنزويلا، خفت أن ينتهي بي تحريضه (الذي استسلمأمامه كل مرة) إليها في هذه الأوضاع المتدهورة، أو تستبدّ بي الحسرة، وكلا الأمرينقاتلان.


الصفحات

حاولت كتابة مراجعة للكتاب بعد قراءتي الأولى لكن بعض الكتب لها هيبة تدخلك فيصراع كسر الحواجز قبل بدء الكتابة عنها

لو أني شاعرة أعتقد أني سأكتب معلقة عن فصل الأرجنتين تحديدًا، ولعلي فعلت أكثرمن ذلك بحديثي لأيام مع كل شخص أقابله عن موقع كوتش سيرفنق والكنبة والمنزلغير النظيف وايلخالندرو وعلاقة الأرجنتين بكرة القدم والبدوي الذي تخلص من فكرة“بيسرقونا، العين علينا، انتبهوا لاتقولون انكم خليجين” وعاش تجارب لا تقدر بمال ولاثمن!

تسكع على الخريطة هو الكتاب الثاني للرحالة الكويتي عبدالكريم الشطي أو كما ينادونهأصدقائه “كريم”

يروي كريم في كتابه تفاصيل رحلته المدهشة إلى أمريكا الاتينية من خلال رحلة جيفارا،مدعومة بصور في نهاية كل فصل

تفوق هذا الكتاب على الكتاب الأول تسكع على الخريطة من ناحية الأسلوب واللغةالأدبية، تطور ملحوظ طرأ على أسلوب الكاتب وسلاسة الوصف وعمقه.

حرضني هذا الكتاب على التخفف من العقد الإجتماعية التي عشت معها لسنوات، كماحرض خيالي على القفز فوق الحدود والبحار والإنسجام الكامل مع الطبيعة والأرضوالبشر المختلفين!

بين صفحات الكتاب مدرس ماهر يعيد تركيبتك لتركيبة الإنسان الأصلية، يعلمك كيفيكون الإنسان صديقًا للحياة

مر على قرائتي الثانية للكتاب أكثر من شهرين وخلال هذه الفترة حدثت أحداث عديدةفي حياتي إلا أني وحتى اللحظة أتذكر الشاب الذي صفع حبيبته والمروحة والسيارةالقديمة وشلة الأصدقاء في أخطر بقعة في العالم

برأيي يتفوق الكاتب على نفسه عندما تصبح قصته حاضرة في ذهن القاريئ رغمًا عنمشاغل الحياة!

الليلة التي قضاها كريم في غابات الأمازون أرهقتني، شعرت بالإتصال مع الله في تلكاللحظة، تجلت لي أخطائي ومشاكلي وحاجتي، شعرت بأن الله أقرب إلي من حبلالوريد، دعوت بخشوع وتذكرت خلوات الأنبياء وتأكدت من حاجتنا الماسة لخلواتمتكررة من ضوضاء الحياة.

يشجعك الكتاب على البحث، حيث يحتوي على العديد من أسماء السياسين والكتابوالثوار والأفلام، وهذا تحديدًا نوع الكتب المفضلة لي، لا أنتهي منه بإغلاق الصفحةالأخيرة بس يظل برفقتي لأشهر عديدة وفي ذاكرتي لسنوات حيث غالبًا يكون هو البدايةلشغف جديد أو علم جديد.


لامستني تجربة الشطي في كوبا، وتحديدًا في كلامه عن الدعايات، منذ وعيت وأناأتساءل كيف يحب رجل جميل امرأة بدينة؟ وكيف تحب امرأة ناجحة رجل أقل منهانجاحًا؟ كيف تشعر الفتاة الأقل جمالًا في الشلة؟ وكيف تشعر ابنة الجيران التي لا تملكطاولة طعام ومازال أهلها يأكلون على الأرض؟ كيف تشعر الفتاة ذات الأنف الكبير التيرأيتها في الجامعة صباح اليوم؟ وكيف لا تتقزز تلك البدينة من نفسها؟ والعديد العديدمن الأسئلة السحطية جدًا وفجأة سألت نفسي مرة من يحدد معايير الجمال؟ وماهوالجمال أصلا؟ ماهو الحب؟ وماهو النجاح؟

لسنوات ونحن نتعرض بشكل مباشر لدعايات وشعارات إعلامية شكلت ذائقتنا وقولبتنالنتماشى مع سياسات الشركات أو الحكومات أو التجار، قولبتنا لنصبح مصدر ربح أودخل أو نجاح لشخص آخر، وهذا بكل بساطة ووضوح أفسد إنسانيتنا!

تحدث كريم عن كوبا الخالية من الإعلانات التجارية وعن الناس الذين مازالوا يعيشونالفطرة والمشاعر والحياة الطبيعية! الكوبي عقله حر عكس عقولنا المسروقة


يختتم كريم كتابة بـ علي أن أقاتل من أجل الحفاظ على هويتي” وبرأيي أنها معركةصعبة في زمن اختلط في الشرقي بالغربي بالقديم بالحديث، الزمن الذي لم نعدنستطع فيه التفريق بين العمق والسطحية وتغلب الإستهلاك على الذاقة


خاتمة:

لا تدوينة ولا اثنتين ولا ثلاثة يمكنهم ايصال رأيي في الكتاب، وضعته على رف الكتبالمفضلة بجانب كتاب طعام، صلاة، حب



قراءة المزيد

٧٦

إضافة للسلة