تتعدد أنماط واتجاهات الإشراف التربوي الحديث، وللمشرف أن يختار منها ما يناسب الموقف التربوي
وفي هذا المتجر تم شرح الإشراف العلاجي بشكل موسع في منتج الزيارات الصفية والمداولات الإشرافية على الرابط: https://osaratmanal.com/aojZDZ
وهناك منتج آخر أكثر توسعاً تناول أساليب أكثر من الإشراف التربوي وأنماط أكثر بجانب الإشراف العلاجي وهو منتج الإشراف الفعال على المعلم: https://osaratmanal.com/lNYWpB
الإشراف العلاجي هو العمل الإشرافي الموجه نحو تحسين سلوك المعلمين الصفي وممارساتهم التعليمية الصفية، عن طريق تسجيل كل ما يحدث في غرفة الصف من أقوال وأفعال تصدر من المعلم أو طلابه أثناء تفاعلهم في عملية التدريس، وتحليل أنماط هذا التفاعل، في ضوء علاقة الزمالة القائمة بين المشرف والمعلم، بهدف تحسين تعلم الطلاب من خلال تحسين تدريس المعلم وممارساته التعليمية.
يطلق على هذا النوع من الإشراف: العلاجي أو العيادي أو الاكلينيكي لأنه مشتق من الطريقة العلاجية التي يتبعها الطبيب مع المرضى، بتشخيص المرض، وتقديم العلاج الملائم له (الخطيب،2015).
اشتهر هذا النمط من الإشراف في أمريكا خلال الستينات، ومن أبرز الدعاة إليه (موريس كوغان) من جامعة هارفارد، حيث قام بممارسة هذا النوع من الإشراف على الطلاب الذين يمتهنون التدريس، وقام زميله (روبرت غولدهامر) بتطوير الإشراف العلاجي (الطعاني، 2010).
يقوم الإشراف العلاجي على جملة من المبادئ، من أهمها:
- يتوجه نحو فهم الأفراد بعضهم البعض.
- يرتكز على الحوار بين المعلم والمشرف، هادفاً إلى تعزيز الثقة بينهما، وتحسين الممارسة التعليمية.
- يتحلى هذا النوع من الإشراف بالبعد الأخلاقي لأنه يسعى لمساعدة المعلم.
- ينطلق من أن الموقف التعليمي عملية مركبة، فالمشرف يحتاج إلى استخدام عدة أساليب وطرق لتعزيز نقاط القوة لدى المعلم، ومعالجة نقاط ضعفه (الخطيب، 2015)
يهدف هذا النوع من الإشراف إلى منح المعلم التغذية الراجعة التي تمكنه من تطوير مهاراته التدريسية. وأهم الأساليب الإشرافية التي تستخدم لتحقيق أهداف الإشراف العلاجي هي الزيارات الصفية، والمداولات الإشرافية التي تعقبها.
يمر تطبيق الإشراف العلاجي بمراحل ثلاث رئيسية:
التخطيط ، الملاحظة ،التغذية الراجعة . وتمثل هذه المراحل سلسلة من الحلقات المتصلة ، كل مرحلة منها هي بداية للتي تليها، وفي كل مرحلة إجراءات، وتستلزم مهارات معينة من المشرف التربوي.
وعلى الرغم من الإشراف العلاجي يشترك مع الإشراف التقليدي في التركيز على الملاحظة الصفية إلا إن الإشراف العلاجي يشرك المعلم في خطوات إجرائه فيختفي عنصر المفاجأة الذي تركز عليه الزيارة الصفية القديمة، كما تعتبر المعلم طرفاً فاعلاً في العملية الإشرافية. ( آل ناجي ،1434هـ )
لا شك أن تطبيق الإشراف العلاجي يحقق مجموعة من المزايا والفوائد، ولا يخلو من انتقادات، وفيما يلي عرض أبرز مزايا هذا النوع من الإشراف وعيوبه،
مزايا الإشراف العلاجي:
1)استفادة المعلم من التغذية الراجعة في منه وقوع الأخطاء، وتطوير الأداء مستقبلاً.
2)من أكثر انواع الإشراف متابعة.
3)يبنى على المشاركة وزيادة فاعلية المعلم، لذا يعتبر وسيلة ناجحة لتمهين التعليم وإدخال المستجدات التربوية.
4)زيادة ثقة المعلمين في أنفسهم، وقدرتهم على توجيه أنفسهم، مما يجعلهم أكثر التزاماً بتحسين ممارساتهم التدريسية.
5)ينمي اتجاهات إيجابية لدى المعلم نحو العملية الإشرافية.
6)يركز على تقويم الموقف الصفي، بدلاً من التركيز على شخص المعلم، فيحدث التفاعل الحقيقي مع الموقف من المشرف والمعلم. (الخطيب، 2015)
و أضاف (خليل، د.ت) أن من مزايا هذا النوع من الإشراف أنه:
7) أسهم في تحسين العلاقات بين المعلم والمشرف، وأشاع مناخاً مؤسسياً إيجابياً، وحل كثيراً من القضايا التربوية.
8)يعتمد على أساليب وأدوات ملاحظة موضوعية لتحليل أداء المعلم الصفي، مما ينعكس على تقبل المعلم للتوجيهات خلال المداولة الإشرافية لأنها مبنية على أسس موضوعية.
وأضاف (نبهان،2014) أن هذا النوع من الإشراف يسهم في تطوير المناهج من خلال الكشف المستمر عن نقاط القوة والضعف فيها، وحاجتها إلى التطوير.
الانتقادات الموجهة للإشراف العلاجي:
1- يركز على أداء المعلم الصفي فقط، ولا يلاحظ أحداث الموقف التعليمي بأبعاده.
2- يتجاهل علاقات المعلم مع الزملاء وأولياء الأمور.
3- يحتاج إلى قدر كبير من الثقة والتعاون بين المعلم والمشرف، وهو ما لا يحدث إلا في حالات قليلة.
4- يتطلب خبرة عالية من المشرف في فهم الموقف التربوي وتحليله وتفسيره ووصفه.
5- صعوبة استخدامه مع المعلمين القدامى بسبب مقاومة التغيير.
6- يستهلك وقتاً طويلاً من المشرف التربوي. (الخطيب، 2015)
يرى الطعاني (2010) أن أبرز الانتقادات الموجهة للإشراف العلاجي هي:
1)نفقاته الباهظة حيث يتطلب عدداً كبيراً من المشرفين.
2)الوقت الطويل الذي يحتاجه.
3)عدم اقتناع بعض القيادات بهذا الأسلوب، وعدم منحه فرصة كافية للنجاح.
ويعتقد (العاجز، حلس، 2009)أن الإشراف العلاجي مليء بالثغرات، حيث لا يُعرف نظرياً أو تجريبياً من هو المعلم الفاعل، وما هو التعليم الفاعل.
في حين يرى (الرباط،1436) أن المستفيد من هذا النوع من الإشراف هو المعلم الذي يملك الدافعية والرغبة في تطوير ذاته، بينما أن الأجدر بالمساعدة هو المعلم الضعيف، متدني الدافعية.
أياً كان نمط الإشراف الذي تطبقه فإني أهديك هذا المنتج المجاني عن النجاح في الإشراف التربوي: https://osaratmanal.com/AGYDYn
المراجع
آل ناجي ، محمد بن عبد الله (1434هـ). الإدارة التعليمية و المدرسية نظريات و ممارسات في المملكة العربية السعودية . ط5 . أبها : رفد للاستشارات الإدارية و التربوية .
البابطين، عبدالعزيز عبد الوهاب( 1425هـ) . اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي الحديث . الرياض: مكتبة العبيكان.
الخطيب، طالب عبدالله .(2015). الإشراف التربوي وفق الأدوار الجديدة للمعلمين. الإمارات العربية المتحدة: دار الكتاب الجامعي.
خليل، عماد .(د.ت). الإشراف التربوي المعاصر. جامعة الزقازيق: كلية العلوم
الرباط، بهيرة .(1436). الإشراف المهني التربوي . الرياض: دار الزهراء للنشر والتوزيع.
الطعاني، حسن أحمد .(2010).الإشراف التربوي مفاهيمه أهدافه أسسه أساليبه . عمان: دار الشروق
العاجز، فؤاد و حلس، داوود .(2009). دليل المشرف التربوي لتحسين عمليتي التعليم والتعلم. الجامعة الإسلامية بغزة. كلية التربية
عليان، عبدالعزيز .(2012).اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي، الأردن: دار وائل للنشر.
نبهان، يحيى .(2014). الأساليب الحديثة في الإشراف التربوي. عمان: دار جليس الزمان