عن صناعة الفخار اليدوي

١٢ مايو ٢٠٢٥
زاوية

صناعة الفخار اليدوي

تُعد صناعة الفخار من أقدم الحرف التي عرفها الإنسان، ويعود أول ظهور لفرن الخزف في العراق إلى العصور القديمة، حيث استُخدم لطهي الفخار وتحويله إلى قطع صلبة ومتينة. هذه الحرفة ما زالت حاضرة حتى اليوم، لكنها تطورت في أدواتها وتقنياتها، رغم التحديات التي تواجهها.

أدوات ومراحل العمل

تبدأ رحلة صناعة الفخار من الطين، وهو المادة الأساسية. ومن الأدوات المستخدمة:

  1. الطين: يُحضّر بعناية ويُختار بعناصره النقية، حيث كان الطين سابقًا يحتوي على شوائب كثيرة، أما اليوم فصار أنقى بفضل تنوع الموردين.
  2. المويا (الماء): يُخلط مع الطين لتطريته.
  3. الإسفنجة والإبرة: تُستخدم لتنعيم السطح وتشكيل التفاصيل الدقيقة.
  4. أدوات خشبية متنوعة: تُستخدم في التشكيل والتشذيب.

تمر القطعة الفخارية بعدة مراحل:

  1. تشكيل الطين: يُشكل الطين يدويًا أو باستخدام الدولاب.
  2. تشذيب الطين: يُزال الزائد وتُصقل القطعة.
  3. التجفيف: تُترك القطعة لتجف تمامًا قبل الحرق.
  4. الحرق الأول: يتم في الفرن بدرجات حرارة عالية.
  5. التزجيج (القليز): تُطلى القطعة بمادة زجاجية ثم تُحرق مرة أخرى لتثبيت اللون.

تستغرق هذه العملية ما بين أسبوع إلى أسبوعين، وقد تطول حسب نوع الطين والظروف المناخية.

الفرق بين الفخار والسيراميك

يتمثل الفارق الأساسي في نوع الطين ودرجة حرارة الحرق؛ فالفخار يُحرق في درجات حرارة أقل ويستخدم طينًا مختلفًا عن السيراميك، الذي يتطلب درجات أعلى ويُنتج قطعًا أكثر صلابة.

التقنيات الحديثة والوعي المجتمعي

دخلت التقنيات الحديثة مثل التصميم ثلاثي الأبعاد إلى بعض مراحل العمل، لكن اللمسة اليدوية ما تزال محور الحرفة. ومع تطور الألوان، ظهر ما يُعرف بـ "الأنقوب"، وهو لون يتطلب وقتًا طويلًا ليظهر بشكل نهائي بعد الحرق.

رغم هذا، ما زال الوعي العام محدودًا؛ فكثير من الناس لا يدركون القيمة الحقيقية للقطع الفخارية، مما يجعلهم غير متقبلين للأسعار المرتفعة، خاصة وأن المواد الخام أصبحت مكلفة.

أهمية النشر والتجربة

نشر الوعي هو أحد مفاتيح دعم هذه الحرفة. التجربة الشخصية لصناعة قطعة فخارية تمنح الناس فهمًا أعمق لقيمتها، وتُعد وسيلة رائعة للتفاعل والتقدير.

الطين كوسيلة للعلاج الذهني

بعيدًا عن كونه مادة أولية، يُعتبر الطين وسيلة فعالة للخروج من الضغوط اليومية. العمل به يصفّي الذهن، ويُعد نوعًا من العلاج النفسي، حيث يشعر الإنسان بالهدوء والتركيز وهو يُشكّل الطين بيديه.

خاتمة

صناعة الفخار اليدوي مزيج من التاريخ، الفن، والتأمل. المحافظة عليها تتطلب وعيًا مجتمعيًا، وتقديرًا للجهد، وتفاعلًا حقيقيًا مع التجربة الحرفية