
في عالمِ القهوة المليء بالنكهات التي تُلبِّي جميعَ الأذواق، يبزغ نجمُ القهوةِ العربيةِ والتركية، وعلى الرغم من جذورهما المشتركة وانتمائهما إلى منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الفرق بين القهوة العربية والتركية يظل قائمًا، لذا إن كنت واحدًا من المهتمين بفهم الاختلافات بين أنواع القهوةِ وإيحاءاتها المُحتلِفة، فإنك على الأرجح ستجد كل المعلومات التي تهمك في ثنايا هذا المقال.
الفرق بين القهوة العربية والتركية
يتبدَّى الفرق بين القهوة العربية والتركية على مستوياتٍ عديدة، وفي تلك الاختلافات يجد عشاقُ القهوةِ النكهات التي ترضي أذواقهم المُتفاوِتة، فالقائمةُ التالية ستوضح لك أوجه الاختلاف بين هذين النوعيْن:
- المذاق والنكهة.
- مستوى الطحن والتحميص.
- طريقة التحضير.
- طريقة التقديم.
اختلاف المذاق والنكهة بين القهوة العربية والتركية
يظهر الفرق بين القهوة العربية والتركية في المقامِ الأول على مستوى الخصائص الحسية، والتي تشمل المذاق والرائحة، فالقهوة العربية تتسم بميلها إلى المرارة، كما أنها من الأنواع التي لا يُضاف إليها السكر على الإطلاق، وعوضًا عن ذلك تحصل هذه القهوة على نكهتها القوية من خلال التوابل العطرية التي تضاف إليها، والتي تشمل كلًّا من: الهال، الزعفران، الزنجبيل، والقرنفل.
على الجانبِ الآخر تتصف القهوةُ التركيةُ بمذاقٍ أكثر توازنًا ما بين الحلاوةِ والمرارة، كما أن التحكم في مذاقِها يبقى متاحًا أمام المتذوقين، إذ إن العادةَ قد جرت على إضافة السكر إليها حسب الرغبة، أما عن رائحتها، فإنها لا تكون بنفس قوة رائحة القهوة العربية.
الفرق بين القهوة العربية والتركية على مستوى الطحن والتحميص
يسهل التمييز بين القهوةِ العربية والتركية بمجرد الفحص الظاهري لكلٍّ منهما، فالقهوةُ العربية يكون لها لونٌ بنيٌ شاحبٌ يميل إلى الأصفر في معظمِ الأحيان، ذلك أن حبوبها تخضع لمستوياتٍ مُنخفِضةٍ من التحميص، أما بشأن عملية الطحن، فإن العرب لا يقومون بطحن حبوب البن بدرجةٍ كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى خشونة مسحوق القهوة العربية.
فيما يتعلق بالقهوةِ التركية، فإن مسحوقها يبدو باللون البني الداكن، حيث يتم تحميص الحبوب لأقصى درجةٍ مُمكِنة، وكذلك الحال مع عملية الطحن، حيث تمر حبوب القهوة التركية بعملية طحن دقيقة ينتج عنها مسحوقٌ ناعمٌ إلى حدٍ بعيد.
اقرأ أيضا: أفضل أنواع البن الاسبريسو في السعودية - متجر كوفي ديو ؟
الاختلاف في طريقة تحضير كل نوع
يتم إعداد القهوةِ العربية من خلال غلي الماء ثم إضافة البن إليه، وبعدها يُترَك القِدر مُعرَّضًا للنارِ الهادئةِ، حيث تستمر تلك المرحلة لمدةٍ تصل إلى 15 دقيقة قبل أن تُضاف التوابل العطرية المُختلِفة المسؤولة عن إعطاء القهوة العربية نكهتها القوية، وفي الختام تُصفَّى القهوة من بقايا التوابل قبل أن تُقدَّم للضيوف.
في المُقابِل يكون تحضير القهوة التركية أمرًا ميسورًا، حيث يُضاف الماء البارد إلى المسحوق الناعم من البن، وقد يُضاف السكر تبعًا للتفضيلات الشخصية، ثم يتم تعريض القِدر للنارِ الهادئة، وفي تلك الأثناء تستمر عملية التقليب اليدوي ريثما تظهر طبقةٌ رغويةٌ على سطح الخليط، فحينئذٍ يُرفَع القِدر عن النار بحرصٍ شديد حتى لا تترسب بقايا البن في القاع فتختفي الطبقة الرغوية التي يتميز بها فنجان القهوة التركية.
مما تقدَّم ذكرُه بشأن طريقة تحضير كل نوع، يتضح أن إعداد القهوة العربية يستغرق وقتًا أطول مقارنةً بنظيرتِها التركية، إلا أن عشاق القهوة العربية لا يعبأون بأمرٍ كهذا، فالملل لا يتسرب إلى نفوسِهم من جراء طول مدة تحضير القهوة، ذلك أنهم في تلك الأثناء يمضون أوقاتًا مميزةً برفقةِ الأهل والأصدقاء في مجالسهم التي تشهد إكرامَ الضيوف والاحتفاءَ بهم.
الفرق بين القهوة العربية والتركية على مستوى التقديم
تحضر الاختلافات بين النوعيْن على مستوى التقديم أيضًا، فالقهوةُ العربية يتم تقديمها في فناجين صغيرة تزدان بالنقوش والزخارف المعبرة عن الهوية العربية، وفي الغالب لا تكون تلك الفناجين مزودةً بمقابض، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القهوة العربية يتم تحضيرها باستخدام إناءٍ نحاسي يُعرَف باسم "الدلَّة"، وتجدر بنا الإشارة إلى أن القهوة العربية يتم تقديمها إلى جانب التمر والعديد من أصناف الحلوى، فهذا هو الأسلوب الذي يتبعه العرب لإكرام ضيوفهم خلال التجمعات العائلية أو الاحتفالات الرسمية.
أما عن القهوةِ التركية، فإنها تُقدَّم في الفناجين المزودة بالمقابض، كما توضع تلك الفناجين في صحونٍ صغيرةٍ حتى يسهل على الضيف الإمساك بالفنجان أو وضعه في الصحن وقتما رغب في ذلك، وعادةً ما يتم تقديم القهوة التركية إلى جانب كأسٍ من الماء وقطعٍ من الحلوى الهلامية، حيث تمثل تلك الإضافات جزءًا لا يتجزأ من تجربة تناول القهوة التركية.
لمحة سريعة عن تاريخ القهوة لدى العرب والأتراك
بعد أن استعرضنا سويًا أبرز الاختلافات بين القهوة العربية والتركية من ناحية الخصائص الحسية وطرق التحضير والتقديم، إليك لمحة سريعة عن تاريخ كلٍّ منهما:
- تُرجِّح المصادر التاريخية أن اليمن كانت البلد العربي صاحب السبق في اكتشاف القهوة، فقد أُحضِرَت حبوب البن إليها من إثيوبيا عبر مضيق باب المندب في القرن الـ 15 الميلادي، ومن اليمن انتشرت القهوةُ في كافة البلدان العربية.
- الأتراك لم يكتشفوا القهوة قبل القرن الـ 16 الميلادي، فقد عرفوها من خلال التجار اليمنيين الذين جلبوا هذا المشروب إلى الإمبراطورية العثمانية، ومنذ ذلك الزمن ابتكر الأتراك طريقتهم الخاصة في إعداد القهوة.
كيف تحصل على أجود أنواع البن في المملكة لإعداد القهوة العربية والتركية؟
الاستمتاع بالقهوةِ عربيةً كانت أو تركيةً يظل موقوفًا على شراء أجود أنواع البن، لذا نحن نرشح لك متجر كوفي ديو لأنه يحرص باستمرارٍ على توفير أجود مُنتَجات القهوة التي يُعتمَد في إنتاجها على أفضل السلالات، تلك السلالات هي التي تمنحك النكهات المتنوعة لئلا تصاب بالملل من جراء التقيد بنكهةٍ محدَّدَةٍ دون سواها، المتجر يوفر لك أيضًا جميع أدوات القهوة التي تلزمك لإعداد فنجانك بالطريقةِ التي تروق لك وفقًا للمقادير التي يمكنك ضبطها بدقةٍ فائقةٍ بمساعدة تلك الأدوات.
اقرأ أيضا: أنواع القهوة المختصة : استكشف عالم القهوة المختصة بالسعودية !
أبرز منتجات كوفي ديو التي تصلح لإعداد القهوة العربية
- يمكنك الاعتماد على حيمي فاكهي مطور لإعداد القهوة العربية، فقد تم إنتاج هذه القهوة بمنطقة حراز اليمنية، وهي من الأنواع المُحمَّلَة بنكهات الفواكه والحمضيات التي تبرز الإيحاءات المميزة للقهوة العربية.
- قهوة ندوزنزو هي أيضًا من المُنتجَات التي تصلح لتحضير القهوة العربية، ذلك أن البن الخاص بها ينتمي إلى سلالة كاتيمور التي تمثل مزيجًا من سلالتي كاتورا وتيمور، وهما سلالتان لهما مذاقٌ غنيٌ ورائحةٌ قويةٌ مما يعزز تجربة تناول القهوة العربية.
بعض منتجات كوفي ديو التي تناسب تحضير القهوة التركية
- تأتي قهوة فاسنده سيرتاو في مقدمة المنتجات التي تناسب تحضير القهوة التركية، حيث تمنحك هذه القهوة إيحاءات الشوكولاتة، الكراميل، واللوز، مما يجعلها متوافقةً مع طبيعة القهوة التركية خاصةً إن أُضيف إليها السكر.
- قهوة مويزي تمثل كذلك أحد المُنتَجاتِ المُرشَّحَةِ بقوةٍ لإعداد القهوة التركية، فهي تُقدِّم نكهة الكاكاو، الجوز، والفواكه الحمراء، كما أن سلالات البن المُستخدَمة في إنتاجها تتصف بقوامِها الكثيف الذي ينعكس إيجابًا على الرغوة الخاصة بالقهوة التركية.
كانت تلك إطلالة سريعة أوضحنا لك من خلالها أوجه الاختلاف بين القهوة العربية والتركية، ففي ضوء ما أوردناه من معلومات سوف تتمكن من تجربة النوعين قبل أن تتخذ القرار النهائي بشأن نوع القهوة الذي يرضي ذوقك الخاص ويمنحك انطلاقةً مميزة ليومٍ مليءٍ بالتحديات.